منتديات ريماس العرب
نرحب بك زائرنا الكريم ويسعدنا انضمامك لمنتدياتنا

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتديات ريماس العرب
نرحب بك زائرنا الكريم ويسعدنا انضمامك لمنتدياتنا
منتديات ريماس العرب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

علم الجرح والتعديل ( الحلقة الثانية )

اذهب الى الأسفل

علم الجرح والتعديل ( الحلقة الثانية ) Empty علم الجرح والتعديل ( الحلقة الثانية )

مُساهمة  المدير العام الأحد أبريل 24, 2011 3:20 pm

الحلقة الثانية :

= قال الترمذي: ((فصل في الجرح والتعديل، والتفتيش عن الأسانيد، وأن ذلك من الدين)).

ثم قال: ((وقد عاب بعض من لا يفهم على أصحاب الحديث الكلام في الرجال، وقد وجدنا غير واحد من الأئمة من التابعين قد تكلموا في الرجال)). (1)

قال: ((ومنهم: الحسن البصري وطاووس قد تكلما في معبد الجهني(2)، وتكلم سعيد بن جبير في طلق بن حبيب(3)، وتكلم إبراهيم النخعي وعامر الشعبي في الحارث الأعور)).(4)

ثم ذكر الترمذي عن أيوب، وعبد الله بن عون، وسليمان التيمي، وشعبة بن الحجاج وسفيان الثوري، ومالك بن أنس، والأوزاعي، وعبد الله بن المبارك، ويحيى بن سعيد القطان ووكيع بن الجراح، وعبد الرحمن بن مهدي، وغيرهم من أهل العلم أنهم تكلموا في الرجال، وضعفوا. (5)

= قال الترمذي: فما حملهم على ذلك عندنا، والله أعلم إلا النصيحة للمسلمين، لا أظن أنهم أرادوا الطعن على الناس أو الغيبة.(6)

قال ابن رجب في شرحه على كلام الترمذي هذا: ((مقصود الترمذي - رحمه الله - أن يبين أن الكلام في الجرح والتعديل جائز، قد أجمع عليه سلف الأمة وأئمتها لما فيه من تمييز ما يجب قبوله من السنن مما لا يجوز قبوله))(7)

= قَالَ أبو إِسْحَقَ إِبْرَاهِيمَ بْنَ عِيسَى الطَّالَقَانِيَّ: قُلْتُ لِعَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْمُبَارَكِ: يَا أَبَا عَبْدِ الرَّحْمَنِ؟ الْحَدِيثُ الَّذِي جَاءَ: (إِنَّ مِنْ الْبِرِّ بَعْدَ الْبِرِّ أَنْ تُصَلِّيَ لِأَبَوَيْكَ مَعَ صَلَاتِكَ وَتَصُومَ لَهُمَا مَعَ صَوْمِكَ). قَالَ: فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ: يَا أَبَا إِسْحَقَ، عَمَّنْ هَذَا؟ قَالَ: قُلْتُ لَهُ: هَذَا مِنْ حَدِيثِ شِهَابِ بْنِ خِرَاشٍ، فَقَالَ: ثِقَةٌ، عَمَّنْ؟ قَالَ: قُلْتُ عَنْ الْحَجَّاجِ بْنِ دِينَار،ٍ قَالَ: ثِقَةٌ عَمَّنْ؟ قَالَ: قُلْتُ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. قَالَ: يَا أَبَا إِسْحَقَ: إِنَّ بَيْنَ الْحَجَّاجِ بْنِ دِينَارٍ وَبَيْنَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَفَاوِزَ تَنْقَطِعُ فِيهَا أَعْنَاقُ الْمَطِيِّ، وَلَكِنْ لَيْسَ فِي الصَّدَقَةِ اخْتِلَافٌ.

فهذا الاهتمام البالغ من هؤلاء الصحابة، لم يكن ذلك منهم طعناً في الصحابيين الكريمين، المغيرة بن شعبة، وأبي موسى الأشعري، ولم يكن موقف ابن عباس من بشير بن كعب طعناً فيه واتهاماً له، وإنما كان الغرض تعليم الناس الاحتياط لحديث رسول الله صلى الله عليه، وسلم؛ لذلك جاءت رواية أخرى صحيحة عن عمر بن الخطاب لأبي موسى: أما إني لم أتهمك.(Cool

ثم جاء عصر أتباع التابعين، فمن بعدهم فكثر الضعفاء والمغفلون، والكذابون، والزنادقة، فكثر اهتمامهم وأشد، في تتبع الكذابين والضعفاء، وذلك بحسب الحاجة.

فلما رأى أهل العلم ذلك نهضوا لتبيين أحوال الرجال، والذب عن حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم، فما من مصر من الأمصار إلا وفيه جماعة يمتحنون الرواة، ويعرفون أحوالهم، ويقارنون مروياتهم ويتحققون من سماعاتهم.(9)

وقد استعملوا عدة طرق للتحقق من حفظ الراوي وصدقه، وأهليته، ومن ذلك:

@ النظر في حال الراوي في المحافظة على الطاعة، واجتناب المعاصي، وسؤال أهل العلم به.

قال الحسن بن صالح بن حي: كنا إذا أردنا أن نكتب عن الرجل سألنا عنه حتى يقال: أتريدون أن تزوجوه؟(10).

@ عرض حديث الراوي الذي حدث به عن شيخه على حديث الثقات الآخرين عن ذلك الشيخ.(11)

@ اختبار حديث الراوي، وقد قيل: إن بعض الأمراء اختبر أبا هريرة، حيث عرض عليه حديثه الذي حدث به من حفظه بعد سنة، فما نسي منه شيئا.(12)

وقد تصدى لهذا العلم جمع من أهل الحديث، وبرزوا في ذلك حتى كأنهم خلقوا له، منهم:

شعبة بن الحجاج، وسفيان الثوري، ومالك بن أنس، وعبد الله بن المبارك، ويحيى ابن سعيد القطان، وعبد الرحمن بن مهدي، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني، وأحمد بن حنبل ومحمد بن عبد الله بن عمار الموصلي، وغيرهم، رحمهم الله.

وقد تناول المحدثون هذا النوع من العلوم بالبيان والشرح والتأليف، واختلفت مقاصدهم في ذلك:

فألف البعض في الثقات(13)، وألف بعضهم في الضعاف(14)، وألف بعضهم في الثقات والضعفاء معا(15).

كما أن بعضهم اهتم بطبقات الرواة، وأنسابهم، وأوطانهم، ووفياتهم،(16) واهتم البعض بنوع خاص من الثقات(17)، واهتم البعض بنوع خاص من الضعفاء,(18)والله أعلم.

نهاية الحلقة الثانية .





الهوامش:

(1) شرح علل الترمذي( 1: 43).

(2) معبد الجهني: تابعي، وكان رأس القدرية ،وهو أول من أثار هذه المسألة في البصرة ، كما نبه على ذلك غير واحد من السلف.

(3) هو: العنزي البصري، صدوق عابد، بمي بالإرجاء. انظر: التقريب(ص: 225).

(4) ستأتي ترجمته ضمن من ضعفهم ابن عمار في الباب الرابع.

(5) شرح علل الترمذي( 1: 43).

(6) انظر: المصدر السابق.

(7) شح العلل ( 1: 44).

(Cool حدث مَالِك عَنْ رَبِيعَةَ بْنِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ غَيْرِ وَاحِدٍ مِنْ عُلَمَائِهِمْ أَنَّ أَبَا مُوسَى الْأَشْعَرِيَّ جَاءَ يَسْتَأْذِنُ عَلَى عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ .....َقَالَ لَئِنْ لَمْ تَأْتِنِي بِمَنْ يَعْلَمُ هَذَا لافْعَلَنَّ بِكَ كَذَا وَكَذَا ...فَقَامَ مَعَهُ أبو سعيد، فَأَخْبَرَ بِذَلِكَ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ لِأَبِي مُوسَى: أَمَا إِنِّي لَمْ أَتَّهِمْكَ وَلَكِنْ خَشِيتُ أَنْ يَتَقَوَّلَ النَّاسُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ. موطأ مالك - (ج 6 : 50).

(9) قال مؤمل بن إسماعيل: حدثني شيخ بحديث فضائل السور، فقلت للشيخ: من حدثك؟ قال: حدثني رجل بالمدائن وهو حي، فصرت إليه، فقال: حدثني شيخ بالبصرة، فصرت إليه، فقال: حدثني شيخ بعبادان، فصرت إليه، فأخذ بيدي فأدخلني بيتا، فإذا فيه قوم من المتصوفة، ومعهم شيخ، فقال: هذا الشيخ حدثني، فقلت: ياشيخ! من حدثك؟ فقال: لم يحدثني أحد، ولكننا رأينا الناس رغبوا عن القرآن، فوضعنا لهم هذا الحديث ليصرفوا قلوبهم إلى القرآن. انظر: الكفاية(ص: 401).

(10) الكفاية(ص: 93).

(11) وبناء على ذلك يصدر أحكاما حول هذا الراوي، فيقول مثلا: ينفرد عن الثقات، في حديثه نكارة، يخطئ ويخالف، ونحو ذلك، وقد يقول: أثبت الناس في فلان، أو أكثر الناس عنه.

(12) رواه الحاكم في المستدرك(3: 510)، وصححه، ووافقه الذهبي.

(13) مثل: ابن حبان، فقد ألف كتاباً خاصا بالثقات عنده. وهو مطبوع في تسع مجلدات.

(14) مثل: كتاب المجروحين لابن حبان أيضاً، وهو مطبوع في ثلاث مجلدات.

(15) مثل: الجرح والتعديل لابن أبي حاتم البستي، وهو مطبوع في تسع مجلدات.

(16) مثل: الطبقات لابن سعد الكاتب، والطبقات لخليفة بن خياط العصفري، وكتاب ابن سعد يقع في تسع مجلدات، وكتاب خليفة يقع في مجلد واحد.

(17) مثل: تسمية من أخرج لهم البخاري ومسلم للحاكم، وهو مطبوع في مجلد واحد.

(18)مثل: الإلزامات والتتبع للدارقطني؛ حيث تكلم فيه عن رجال الصحيحين، ومثل كلام أهل العلم عن الثقات الذين ضعفوا في بعض شيوخهم،أو الثقات الذين ضعفوا في بلد دون آخر، وأكثر من أبرز هذا الموضوع هو ابن رجب في شرح علل الترمذي. وقد جمع أحد طلاب العلم في رسالة ماجستير الرواة الذين وثقوا في بعض شيوخهم، وهو الأخ: صالح بن حامد الرفاعي: مطبوعات الجامعة الإسلامية يقع في مجلد .
المدير العام
المدير العام
Admin

عدد المساهمات : 38
نقاط : 195
تاريخ التسجيل : 10/04/2011
العمر : 33

https://rmosa.forumarabia.com

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة

- مواضيع مماثلة

 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى